خريطه توزع الأكراد في سوريا

خريطه توزع الأكراد في سوريا 
‏الفيدرالية المستحيلة:
معوقات إقامة كيان كردي في سوريا
خريطه توزع الأكراد في سوريا عام ٢٠٠٤

‏الفيدرالية المستحيلة:
معوقات إقامة كيان كردي في سوريا

تصريحات قائد (قسد) "مظلوم عبدي"  لتلفزيون الشرق بشأن إقامة إدارة ذاتية كردية في المناطق ذات الأغلبية الكردية أثارت جدلاً حول مدى منطقية هذا الطرح.

العوامل التي تحول دون نجاح هذا المشروع:

1. العائق الجغرافي: المناطق الكردية المتقطعة

المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا تفتقر إلى التماسك الجغرافي، حيث تتوزع على شكل جيوب متباعدة على امتداد الحدود السورية-التركية. تفصل بين هذه المناطق مدن وقرى عربية تُشكل أغلبية سكانها، مما يجعل أي محاولة لإنشاء فيدرالية عرقية مستحيلة من الناحية العملية. هذا التشتت الجغرافي يُضعف من إمكانية بناء كيان موحد يمتلك مقومات الاستقلال الذاتي.

2. العائق الديموغرافي: أغلبية عربية ساحقة

المنطقة التي تسيطر عليها قسد اليوم (شرق الفرات) ذات أغلبية عربية كبيرة، تجعل من مشروع الفيدرالية الكردية غير واقعي. وفقًا للإحصائيات:
•دير الزور: نسبة الأكراد فيها صفر بالمئة.
•الرقة: لا تتجاوز نسبة الأكراد فيها 3-5 بالمئة.
•الحسكة: بلغت نسبة الأكراد 28% وفق إحصاء عام 2004، وهي اليوم أقل بكثير نتيجة الهجرة خلال السنوات الأخيرة.

هذه التركيبة السكانية تجعل من المستبعد أن يرضى سكان المنطقة العرب، الذين يعتزون بعروبتهم وهويتهم العشائرية، بفرض مشروع عرقي يُطلق عليه "روجافا" أو "غرب كردستان"، خاصة إذا كان يقوده أشخاص ينتمون أيديولوجياً إلى حزب العمال الكردستاني (PKK).

3. المعارضة التركية: تهديد الأمن القومي

تركيا تُعارض بشكل قاطع أي كيان كردي على حدودها الجنوبية، ليس فقط بسبب ارتباط قسد بحزب العمال الكردستاني، بل لأن أي مشروع من هذا النوع قد يشجع الأكراد داخل تركيا على المطالبة بالاستقلال أو بالحكم الذاتي.
تركيا تعتبر المسألة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وهي مستعدة لاستخدام كل الوسائل المتاحة لمنع إقامة كيان كردي في سوريا، حتى لو أدى ذلك إلى تصعيد مع الدول الغربية. يمكن الاستشهاد بدخول تركيا إلى قبرص عام 1974 رغم الاعتراضات الدولية، مما يُظهر استعداد أنقرة لتحمل تكاليف سياسية ودبلوماسية كبيرة من أجل حماية مصالحها.

استنتاج: مشروع غير واقعي

إقامة فيدرالية كردية على غرار شمال العراق في سوريا أمر مستحيل بالنظر إلى الواقع الجغرافي والديموغرافي والسياسي. المشروع يصطدم بمعارضة شديدة من سكان المنطقة العرب، الذين يرون فيه تهديدًا لهويتهم، ومن تركيا التي تعتبره خطراً وجودياً.
في ظل هذه المعوقات، فإن أي محاولة لفرض هذا المشروع ستواجه رفضًا شعبيًا ومقاومة إقليمية ودولية، مما يجعل تحقيقه أقرب إلى الوهم السياسي. لكن :
لكل داءٍ دواءٌ يستطب به
              إلا الحماقة أعيت من يداويها

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق

اعطنا تقييم بالمقاله

Rating: 4.5
(120 reviews)